8 طرق لتقنية «البلوك تشين» تُعزّز من وظائف عمل إدارة الموارد البشرية
هل تصدّعت رؤوسكم مؤخرًا من كثرة الأحاديث والأقاويل عن عملة البيتكوين و«البلوك تشين» والعملات الرقمية؟
وهل تابعتم هذا الجنون في الأسعار والفوضى العالمية الحاصلة بارتفاع أو هبوط في الأسعار؟
ماذا تعرفون عن تقنية «البلوك تشين» وتطبيقاتها العملية؟
وكيف يمكن لتطبيقات تقنية «البلوك تشين» أن تُعزز من عمل إدارة الموارد البشرية في الشركات؟
سنتناول في هذا المقال أهم طرق وتطبيقات تقنية «البلوك تشين» في تطوير وظائف عمل إدارة الموارد البشرية.
قائمة المحتويات
ماهي تقنية البلوك تشين؟
لقد أطلق خبراء التكنولوجيا على تقنية «البلوك تشين» تسمية “التكنولوجيا الثورية”؛ وقد برزت هذه التقنية جليًا في الآونة الأخيرة كتكنولوجيا رقمية حديثة عملت على تغيير نماذج العمل القديمة في الشركات واستبدلتها بتطبيقات أكثر تطورًا ومرونة لتواكب أحدث التقنيات والابتكارات المستندة إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي وقواعد البيانات الضخمة.
تشتمل تقنية «البلوك تشين» على قواعد بيانات مختلفة تقوم بإدارة وتنظيم القوائم والسجلات المسمّاة (كتل او بلوك) بشكل مستمر. وهي تحافظ على البيانات المخزنة بشكل آمن، كالبيانات الحكومية التي تتطلب قواعد بياناتها الموثوقية والسرية.
كما تعمل تقنية «البلوك تشين» أيضًا على نقل الأموال الرقمية بطريق “الند لند” دون أي وسيط مالي كالبنوك و شركات التأمين.
كيف ستؤثر البلوك تشين على عمل إدارة الموارد البشرية؟
1- التوظيف
تعد عملية التوظيف من أهم أنشطة قسم الموارد البشرية. لأنها تقوم بجذب واستقطاب النخبة من ذوي الكفاءات والمؤهلات لشغل مناصب محددة في الشركة.
كما تعمل على تحقيق أكبر قدر من التوافق بين متطلبات الشركة وخصائص الأفراد.
ومن الجدير ذكره أن غالبية الشركات تعمل عادةً على تعهيد هذه المهام إلى جهات توظيف خارجية وشركات استشارية. ولكن في بعض الأحيان وخلافًا للتوقعات قد تؤدي هذه الطريقة إلى نتائج غير مرضية؛ ومنها دفع مبالغ وأجور استشارات عالية.
وفي هذا السياق لجأت غالبية أقسام الموارد البشرية في الشركات إلى تطبيق تقنية «البلوك تشين» في عملية التوظيف. وقد عملت هذه التطبيقات ومن خلال قواعد البيانات على عرض مئات السير الذاتية لمرشحين يمتلكون خبرات ومهارات متعددة.
وقد تم تقديم بيانات دقيقة وموثوقة عن السيرة المهنية لكل موظف من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي. والتحقّق من الدرجة العلمية للمرشح وشهاداته وتاريخ بدء العمل، بالاضافة إلى خبراته العملية.
2- التحقّق من الاحتيال
كشفت شركة (CompTIA) أن 51% من المستخدمين يقومون بتطبيق تقنية «البلوك تشين» للتحقق من الهويات الرقمية للأفراد. واستخلاص البيانات المخزنة من قواعد البيانات ومن المصادر الموثوقة.
وهذه تمامًا الطريقة التي تعتمدها إدارات الموارد البشرية للتحقق من الهويات والبيانات الشخصية والخبرات العملية للمرشحين.
تقوم الإدارة بالتحقق من مدى تطابق هذه البيانات مع ما هو مطلوب في “نظام إدارة الموارد البشرية المتكامل”.
وهذا يختصر العديد من الإجراءات ويعطي العمل مرونة أكبر، وبالتالي يتسنى لإدارة الموارد البشرية التركيز بشكل أكبر على مواضيع استراتيجية تتوافق مع التغيّرات التي تحدث في السوق وأحدث التقنيات.
وذلك يتم من خلال تطبيق أدوات رقمية تُسهّل إجراءات وسياسات العمل في الشركة.
3- المراجع
حسنًا يا أستاذنا، لن يمكنك بعد الآن خداع مسؤول التوظيف. ولن تجدي الطرق التقليدية التي كانت سائدة سابقًا مثل “التوصيات” والتي تأتي عادةً من كبار القوم نفعها بعد الآن.
حيث تقوم تقنية «البلوك تشين» بكشف عمليات تزوير المعلومات أو الشهادات، من خلال الوصول إلى سجلات توظيف دقيقة وموثوقة للمرشحين.
وبذلك تصبح عملية الإحالة والتوصية أكثر شفافية والبيانات أكثر اعتمادية ومصداقية. مما يزيد من فرص توظيف المواهب، حيث إنها ستعمل على ترسيخ قواعد ومفاهيم الإبداع والابتكار وذلك من خلال تأسيس منظومات عمل متكاملة تعزز من قيمة الشركة التنافسية في السوق.
كما ستُساعد تقنية «البلوك تشين» الإدارة في تخطيط إدارة المواهب والمهارات؛ وتطوير الكفاءات وتقييم الأداء؛ وتطوير التدريب. والأهم من ذلك دعم عملية التغيير من خلال تطبيق منهجيات رقمية حديثة تستند إلى قواعد بيانات موثوقة كبديل عن الأساليب التقليدية القديمة؛ وذلك لضمان سير العمل وتحقيق الأهداف بشكل صحيح.
4- العقود الذكية
العقود الذكية هي مجموعة من التعليمات التي يتم برمجتها في تقنية «البلوك تشين» وتقوم بتنفيذ البنود التي يحتويها العقد دون تدخل أي وسيط أو طرف ثالث؛ بشرط تحقيق شروط معينة ومُتّفق عليها مسبقاً، كما تدعم العقود الذكية الاقتصاد التشاركي؛ حيث يستطيع المديرون التأكد من أن جميع البيانات مترابطة ودقيقة؛ مثل عدد ساعات العمل أو المهام المنجزة؛ ويتم ذلك من خلال ربطِ الأجور والرواتب الحالية بالسابق.
ويمكن أيضًا سداد الرواتب بشكل أوتوماتيكي؛ ولا يتوجب على مسؤولي الموارد البشرية الإطلاع على كل السجلات؛ إنما تتم عملية حفظ تفاصيل وبيانات دقيقة موظف بدوام جزئي أو مؤقت.
ما هو الاقتصاد التشاركي؟
الاقتصاد التشاركي هو نظام اجتماعيّ اقتصاديّ يقوم على مشاركة الموارد والأصول البشرية والمادّية بين الأفراد والمؤسّسات الخاصّة والعامّة. يعتمد على مبدأ مشاركة الأفراد أو المؤسسات للأصول التي تمتلكها مقابل أجر. ومن إيجابيات هذا النظام توفير المال وترشيد استهلاك الموارد والحدّ من التلوّث، وتشجيع الناس على التواصل.
5- دورة حياة الموظف
ماتزال المراحل التي تتم بها عمليات التوظيف روتينية وطويلة؛ كونها تستنزفُ الكثير من الموارد والوقت، وتستمر هذه الإجراءات لحين مغادرة الموظف للشركة.
وفي هذا السياق غيرت العديد من إدارات الموارد البشرية استراتيجياتها التقليدية؛ واعتمدت استراتيجية تحول رقمية جديدة من خلال تطبيق تقنية «البلوك تشين» التي تحتوي على قاعدة بيانات ضخمة قادرة على الوصول إلى جميع المعلومات الخاصة بالموظفين، بهدف تبسيط إجراءات العمل بشكل أكثر مرونة.
6- التعاملات الآمنة
تمتاز تقنية «البلوك تشين» بالسرعة والشفافية وبمستوىً عالٍ من الأمان؛ حيث إن القواعد متاحة ومتوافرة للجميع، ولكن لا يمكن لأيٍ من الأعضاء تغيير أية معاملة بشكل فردي.
وفي حال رغبة أي من الأعضاء بذلك فيتوجب عليه تقديم طلب معاملة جديدة يتم التصديق على صحتها وتسجيلها؛ بحيث تبقى هذه البيانات مشفّرة بخوارزمية يصعب فكها.
تتمثل القيمة التي تقدمها برمجيات «البلوك تشين» بالأمان والموثوقية؛ حيث يتم تداول المعاملات بشكل آمن ومصداقية عالية. مما يقلل من الانتهاكات الأمنية لبيانات الموظفين، كما أنه يضفي المزيد من القيم والمصداقية إلى تجربة عمل إدارة الموارد البشرية.
7- الحضور والانصراف
تستخدم الشركات تقنية «البلوك تشين» لتخزينِ البيانات الحيوية للموظفين، مثل بصمةِ الإصبعِ أو مسح قزحية العين؛ بحيث يتم تخزينها كهوية رقمية خاصة بكل موظف على حدا؛ ويمكن للمنظمات استخدام هذه التقنية لتخزين بيانات الموظفين من أجل تتبّع نشاطات الحضور والرواتب والأجور والطلبات المتعلقة بالمطالبة.
كما ستسمح تقنية «البلوك تشين» لمديري الموارد البشرية بمراقبة دقيقة لبيانات موظفيهم؛ مما يقّلل من الأخطاء والمشكلات التي تحدث عادةً في سلسلة التعاملات اليومية بين أقسام الموارد البشرية والمالية.
8- الامتثال والتدقيق
يستخدم نحو ما يعادل 49% من الشركات حاليًا تقنية «البلوك تشين» لأغراضِ الامتثال والتدقيق نظرًا لأن البيانات المخزنة قد تم التحقق من صحتها.
وسيكون من السهل إجراء فحوصات التدقيق والامتثال للأفراد وذلك وفقًا لبياناتهم المخزنة في قواعد البيانات.
بالإضافة إلى استخلاص بيانات دقيقة عن الموظفين بشكل أكثر مرونة وسهولة ودون الحاجة إلى إجراءات الامتثال اليدوية.
وختامًا: من المهم جدًا النظر إلى هذه التقنية بأهمية وترقب كبيرين، إذ إنه من المتوقع أن تنمو «البلوك تشين» بشكل سريعٍ في المستقبل القريب؛ وستقدم المزيد من القيم والتطوير في أنموذجات الأعمال والأنظمة المعلوماتية، لاسيما أنظمة إدارة الموارد البشرية.
هل أنتم مستعدون لذلك يا أساتذتنا؟
اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن العملات الرقمية | دليل شامل