التشخيص الطبي بواسطة الذكاء الاصطناعي: مستقبل واعد لحياة صحية أكثر
نظرًا للإنجازات المذهلة التي تمت في مجال الذكاء الاصطناعي المبني على التعلم العميق في مجالات متعددة منها الطبية، أصبح الأطباء قادرين على تحديد المشكلات الصحية بدقة أكثر وسرعة فائقة من أي وقت مضى. ولذلك، يبذل العديد من العلماء في الآونة الأخيرة جهودًا حثيثة لابتكار طرق جديدة ومحسنة لاستعمال هذه التقنية في الكشف المبكر عن الأمراض التي قد تشكل خطرًا يهدد حياة الإنسان.
في دراسة جديدة، أظهر نموذج التعلم العميق كفاءة عالية في تقدير احتمال وفاة أي شخص بجلطة في الدماغ أو القلب خلال عشرة أعوام، من خلال تحليل صورة إشعاعية للصدر.
هذه النتائج تعني أن المصابين يستطيعون اتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون حدوث هذه المخاطر الصحية، وذلك بالبدء في تغيير وتحسين أسلوب حياتهم.
وأظهرت الدراسة أيضًا أن التعلم العميق للذكاء الاصطناعي يفتح بابًا جديدًا لتشخيص المخاطر الصحية مسبقًا، من خلال قدراته المدهشة في التعامل مع الأنماط ونماذج البيانات الضخمة.
وفقًا لتقرير أصدرته مجموعة غراند للأبحاث، ستشهد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية نموًا هائلاً.
وهذا يعني أن هذا القطاع المالي سيبلغ حجمه 208.2 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي يصل إلى 38.4 في المائة خلال فترة زمنية قصيرة.
وتجدر الإشارة إلى أنه في ظل جائحة كوفيد-19، عام 2020، لجأ الباحثون إلى تكثيف أبحاثهم التي تستند إلى الذكاء الاصطناعي لتحديد الطرق والكيفية لمواجهة المرض. وقد تركزت العديد من الدراسات حينها على استخدام هذه التقنيات في تحديد الأمراض، وذلك من صور الصدر المقطعية.
وأوضحت الدراسات المختلفة أن هذه النماذج تستطيع أن تصل إلى مستوى دقة أطباء الأشعة المختصين في تحديد حالات كوفيد-19.
إن هذه التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي تعكس الابتكار والتقدم العلمي الذي نشهده في عالم الطب. فهي تعد أملًا جديدًا لتحسين جودة الرعاية الصحية وإنقاذ حياة المرضى.
ومن الجدير ذكره، أنه تم تدريب نموذج التعلم العميق للذكاء الاصطناعي الذي يسمى نموذج مخاطر “CXR-CVD”، للتعرف على 150 ألف صورة شعاعية للصدر لأكثر من 40 ألف مريض في عدة مراكز، وتم اختباره على أمراض سرطانية متنوعة مثل سرطان البروستات، والرئة والقولون والمستقيم، والمبيض.
بعد ذلك، تم فحص النموذج باستخدام الأشعة السينية للصدر على مجموعة أخرى من المرضى تضم أكثر من 11 ألف مريض في معهد الأبخاث الطبي والرعاية الصحية “Mass General Brigham”، الذين قد يحتاجون إلى أدوية تقلل الكوليسترول، وأظهرت النتائج أن حوالي 9.6 في المائة منهم سيتعرضون لأمراض في القلب خلال ال 10 سنوات المقبلة إذا لم يتبعوا نظامًا صحيًا خاصًا وأسلوب حياة جديد.
وفي هذا السياق، قام الباحثون بمقارنة قدرة نموذج الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بحالات القلب والأوعية الدموية المستقبلية المعاكسة من صورة شعاعية واحدة للصدر بالمقياس السريري المستخدم.
وقد أكد العلماء أن نموذجهم من التعلّم العميق كان مماثلًا لأداء الأطباء، ومفيدًا للمقياس السريري المستخدم. وبهذا فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي تستطيع التنبؤ مبكرًا بإصابة الأشخاص بمجموعة من الأمراض، مثل الزهايمر والسكري والسل وضغط الدم المرتفع، وأمراض الجلد وأمراض الكبد.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب نماذج التعلم العميق للذكاء الاصطناعي دورًا رئيسًا في تحليل بيانات التشخيص، وإعطاء المريض تشخيصًا صحيحًا لتفادي حدوث مخاطر من شأنها أن تهدد حياته.